دور الرياضات العملية الصوفية في تهذيب السلوك
الخلاصة
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ... وبعد
التصوف علم يعرف بك كيفية تصفية الباطن من كدرات النفس ، أى عيوبها ووصفاتها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء ، والكبر والرياء والغضب والطمع والبخل وتعظيم الأغنياء والاستهانة بالفقراء، يطلع على العيب والعلاج وكيفيته ، فيعلم التصوف يتوصل إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بذلك إلى تخلية القلب من غير الله تعالى ، وتحليته بذكر الله سبحانه وتعالى .
واهتمام الصوفية بالنفس الإنسانية ، لايقل عن اهتمامهم بالأخلاق، فعملوا على تهذيب النفس ورياضتها وتطويعها لفعل الخير وترك الشر، وتصفيتها من الأخلاق المذمومة وتحليتها بالأخلاق المحمودة . ويفرق الصوفية بين النفس والروح ، فالنفس هى أصل كل الشر وهى عندهم منبع الأخلاق الذميمة والرذائل أما الروح فهى أصل كل خير ومنبع الأخلاق الحميدة ، وبذلك يكون القلب والروح مقابل النفس ، أحدهما مصدر ومنبع الفضائل والأوصاف المحمودة أما الآخر فجوهر الشر وأصل الأوصاف المذمومة .