مستوى القلق من بعض الشائعات المنتشرة في أوساط الشباب الجامعي دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة الزيتونة
الخلاصة
لقد احتل موضوع القلق مكاناً بارزاً في التراث الإنساني الماضي والحاضر وسيظل في المستقبل ، طالما كان الإنسان في صراع دائم مع الخير والشر ينتابه القلق ويواجه الخوف ويقضى على مضاجعه عدم الأمان والاطمئنان لاسيما في هذا العصر الذي يطلق عليه عصر القلق والإحباط النفسي بسبب تدهور قيم الإنسان واستخدامه البشع لوسائل التوتر النفسي والمعنوي وخاصة في زمن الحروب والأزمات المفتعلة التي يراد بها إلحاق الضرر المادي والنفسي لحياة الإنسان ومستقبله حتى أصبح هذا الموضوع عنوانا لكثير من الدراسات النفسية التي تهتم بالسلوك المضطرب المصاحب لحالات القلق والانفعال و التوتر الذي يؤثر على بناء الشخصية ويقلق سواها ، ويحدث لها تغيرات بدنية خارجية وآخري فسيولوجية داخلية تزداد كلما ازدادت حدة التأثيرات النفسية المصاحبة لها .
فعلى الصعيد النفسي تهدد الحرب النفسية والإشاعات حياة الإنسان لأنها تفقده الأمان وتكاد تحدد له موته المؤجل الذي يختبئ تحت فكرة أنني سأموت ولكن ليس الآن(مجموعة من الباحثين ،7 )ومع ازدياد حالات الكوارث التي يتعرض لها بعض الأفراد وتنشرها وسائل الاتصال وقد تبالغ فيها أحيانا لتعمم حالة القلق على الصعيد الاجتماعي ، وتصاب أعداد كثيرة من الناس بالشلل العام الذي يجعل المجتمع يفقد قيمه واحساسه بالآخرين وينشأ عن هذا التأثير ظهور حالات من القلق العام تظهر آثارها في علاقات الافراد بعظهم ببعض وتتضمن تهديدا خطيرا لذوى الذات المنخفض قد يفوق بعض الإفراد الذين يتصفون بتقدير ذات مرتفع ، وهذا يعني أن حالة القلق قد تستثار بمستوى عال كلما ازدادت ضغوطات الحياة على الفرد ، وتعرض فيها لمواقف حياتية مختلفة لاسيما في مرحلة الشباب التي تجعل المراهقين مستهدفين للاضطرابات والمشكلات السلوكية مما يعيق الكثير منهم على الحيوية والعطاء ويقلل امامهم فرص النجاح والابتكار (الدسوقي : ص23 ).