النشاط الاقتصادي لصيارفة العراق وآثاره على المجتمع في العصر العباسي 2-4 هــ / 8-10م
Abstract
إذا نظرنا إلى الكتب والمصادر التي ألفت في المجال الاقتصادي رغم أهميتها فهي قد لا تفي بالمادة المطلوبة للباحث في التاريخ الاقتصادي الإسلامي، فكتب الخراج، والأموال، وكتب الزكاة، وكتب الفتوح اهتمت بالجانب الفقهي وسلطت عليه الضوء أكثر منه الجانب التاريخي، ومع ذلك فإنها تظل المصدر الأول لاستخلاص المادة التاريخية منها بجانب المصادر الأخرى المتنوعة ككتب الأدب، والجغرافيا، والرحلات، والتراجم، والفقه وغيرها.
تعد الموصل في العراق القديم من أهم المناطق التي وجد بها النشاط الصيرفي، وبالتالي فإن تطور هذا النشاط في العراق في ظل الدولة العباسية ليس بأمر غريب، فهم قد ورثوا كل مظاهر الحياة المادية لهذا الفن وطوروه في ظل ضوابط شرعية وسلطة رقابية ترعاها الدولة.
وقد خصصنا هذا البحث لدراسة نشاط الصيارفة الاقتصادي في منطقة تعد من أهم مناطق الدولة في العصر العباسي "العراق"، وفي مدة زمنية تاريخية تعد هي الأخرى من أهم فترات التاريخ الإسلامي " - هـ " التي نبه الكثير من الدارسين بأهمية تركيز الدراسات حولها لأنها تمثل كما يذكر الباحث المتخصص "عبد العزيز الدوري" في كتابه تاريخ العراق الاقتصادي، قمة وبداية التراجع في التطور الاقتصادي.