نهر الكفرة الجوفي حقيقته واهميته العلمية والاقتصادية
الخلاصة
تعد دراسة الأنهار المطمورة بالرمال في المناطق الصحراوية بفعل الارساب الهوائي من الدراسات الحديثة، التي تساهم في الكشف عنها من أجل دراستها والاستفادة منها اقتصاديا. وتنتشر هذه الأنهار بشكل كبير في المناطق الصحراوية، وخاصة في الصحاري التي شهدت تغيرات مناخية عبر العصور، حيث كانت مناطق غزيرة الامطار، تحولت الى مناطق صحراوية نتيجة التغير المناخي. والجدير بالذكر بأن الأنهار أو الوديان الجوفية عبارة عن وديان جفت عبر سنين طويلة، نتيجة للتغيرات المناخية، وقامت الرياح بغمر هذه الوديان بالرواسب الرملية. وتعد الصحراء الكبرى وصحراء شبه الجزيرة العربية من الصحاري التي تزخر بهذا النوع من الأنهار، وهذا ما كشفت عنه الدراسات الحديثة، والتي منها نهر الكفرة الذي يقع في الجنوب الشرقي للصحراء الليبية، وبالتحديد في منطقة بحر الرمال العظيم ونهر الجلف الكبير في الصحراء الغربية لجمهورية مصر العربية. وكانت هذه الأنهار عبر العصور المطيرة أنهار دائمة الجريان، تغذيها بحيرات عملاقة في منطقة الصحراء الكبرى، ويعتقد بان هناك حضارات قديمة قامت على ضفاف تلك الانهار في انتظار الكشف عنها. ويعد نهر الكفرة الجوفي من اكبر الأنهار المكتشفة في الصحراء الكبرى، وهذا ما كشفت عنه صور الاقمار الاصطناعية، التي تعد ذات أهمية خاصة في الدراسات الجغرافية، لأنها تمثل سجلا مرئيا للخصائص المجالية للمنطقة التي تغطيها الصورة، خلال الفترة الزمنية التي التقطت فيها. وهذه الخاصية جعلت استخدام صور الأقمار الاصطناعية واسع الانتشار في الكشف عن هذه الأنهار و كنوز وثروات الصحراء ، لأنها تمكن من دراسة الظواهر الجغرافية من حيث مراقبتها وتتبع تطورها، والتغيرات التي تطرأ عليها، واعداد خرائط دقيقة خاصة في المناطق النائية والصحراوية التي لا يمكن الوصول لها بسهولة.