العنف ضد الأطفال من منظور نفسي
الخلاصة
يعد العنف من بين أولى مظاهر السلوك التي عرفتها البشرية، فهو قديم منذ الوجود الإنساني، ولكن معدلاته ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، سواء محلياً أو عالمياً، ولا يكاد مجتمع معاصر يخلو من بعض أشكال العنف، إلا أن هناك أشكالاً من العنف عرفتها المجتمعات منذ زمن قديم، فالأسباب المؤدية للعنف مرتبطة ببعض خصائص المجتمع الحديث، خصوصاً على ما يعبر عنه بالضغوطات ومشاعر الإحباط. (مصطفى التير:1889)
وفي هذا الصدد يشير عبد الرحمن عيسوي إلى ازدياد انتشار سلوك العنف في كثير من مجتمعات العالم، بما في ذلك مجتمعاتنا العربية، والتي كانت تمتاز بالهدوء والاستقرار والقيم الروحية الإسلامية والشرقية، وقيم المودة وحسن الجوار والسلم والسلام والرفق والهدوء والسكينة، كما يعد العنف سلوكاً غير مقبول في مجتمعات ذات حضارة إنسانية راسخة. (نقلا عن: محمود سعيد الخولي:2119)
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت الأحداث وتسارعت التغيرات في بعض المجتمعات، الأمر الذي جعل الأطفال عرضةً للإيذاء، سواء أكان بشكل مباشر أو غير مباشر، لذا بات من الخطورة ما يستدعي إعطاء الأولوية النسبية لتلك القضية عند دارسة أو مناقشة انتهاكات حقوق الطفل، وذلك على وجه الخصوص فيما يتعلق بالعنف ضد الأطفال كأحد تلك الانتهاكات، فالأطفال بحكم ضعفهم وعدم تمتعهم بالحد الأدنى من حرية الاختيار، فهم الأكثر معاناة وتعرضاً لآثار الحروب والنزاعات، سواءً على صعيد الآثار المباشرة أو غير المباشرة.