المؤسسات التعليمية ودورها في الوقاية من الانحراف والجريمة
الخلاصة
تعد المؤسسة التعليمية ذلك المجتمع المنظم الكبير بعد الأسرة ، الذي يمضي فيه الفرد معظم وقته ومرحلة أساسية وطويلة من عمره ، يتلقى في ظله العلوم المختلفة التي يجب أن تساعده على رسم طريقه في الحياة ، ويصادف تشعب العلاقات والسلوك مع أفراد آخرين ، ويشكل له حقل اختبار لقدراته وإمكاناته ، ويتعرف إلى القوة التي تسود العالم الخارجي والتي تفرض عليه أوضاعاً جديدة لم يألفها من قبل في أسرته ، كما تلعب المؤسسة التعليمية دوراً هاماً في تشكيل شخصية الفرد وتوجيه سلوكه ، ووقايته من الانحراف والجريمة ، فهي تمثل المكـان الذي تصقل فيه شخصيته ، ويتـم فيها تزويده بالخبرات الحياتية المختلفـة ، وتـزويـده بالقـدرات الخـاصـة لمـواجهـة الحـيـاة ومشــاكـلهـا بشـكـل إيجابي ، فالمؤسسة التعليمية تتحمل مسؤولية جسيمة أمام المجتمع في تحصين النشء ووقايتهم من أي انحراف أو سلوك إجرامي ، من خلال ضبط سلوكهم على الاحترام والتقيد بالقيم والمثل والمعتقدات والأخلاقيات والنظم والقوانين المعمول بها فيه ، ويعدُّ التعليم بكافة مؤسساته ، وكوادره التعليمية ومناهجه التربوية المتفاعلة مع حاجات النشء المعاصرة ومتطلباته المتنامية من أهم الضروريات الاجتماعية التي توفر للمجتمع حاجاته الضرورية والتي من أبرزها : توفير الأمن والاستقرار ، من هنا تظهر أهمية المؤسسة التعليمية في دورها الوقائي لرصد أعراض الانحراف والجريمة المبكرة وتشخيص بعض بوادر السلوك والتصرفات غير السوية التي تصدر عن الطالب من خلال مسيرته التعليمية وعلاقاته الجديدة في بيئته الجديدة . لذلك فإنَّ المؤسسة التعليمية مطالبة بالتصدي لمواجهة هذه البوادر السلوكية غير السوية ومحاولة تطويقها بشكل أو بآخر قبل استفحال آثارها وتبلور مضاعفاتها وتعذر معالجتها .