التنمية الزراعية المستدامة بمنطقة قصر خيار
الخلاصة
تعد ليبيا إحدى دول العالم النامية التي تحاول النهوض بقطاع الزراعة من خلال مشاريع التنمية الزراعية بسبب ظروف البيئة الصحراوية القاسية التي تعاني منها غالبية مساحتها، ولأن معظم سكانها من البدو الرحل الذين يعتمدون على الزراعة والرعي كحرف أساسية، وقد ساهم اكتشاف النفط في تغير نمط النشاط الاقتصادي لهم حيث ظهرت المهن الأساسية والخدمية وساهم انتشار التعليم في التوعية بأهمية الزراعة كحرفة تشكل مصدر رزق وحاجة أساسية لتوفير الغذاء.
وبما أن التوسع الأفقي في الأراضي الزراعية، يشكل واحداً من أهم أهداف التنمية المستدامة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطلب على الغذاء، والناتج عن زيادة أعداد السكان في البلاد في ظل التناقص المستمر في الرقعة الزراعية بفعل الزحف العمراني العشوائي على حساب الأراضي الصالحة للزراعة، وكذلك الاستهلاك المفرط لموارد المياه والتربة، فإنه من الواجب الاهتمام بالبيئة الزراعية ومكوناتها الطبيعية والبشرية .
إن الموارد الزراعية ذات أهمية لإقامة حضارة بشرية، ويشكل نقص الإنتاج الزراعي عائقاً أمام الاستيطان البشري، وبالنظر إلى مساحة ليبيا الشاسعة التي تقدَّر بحوالي 1650000 كم2 ، والتي تطغى على معظم أراضيها البيئة الصحراوية، فإن منطقة قصر الأخيار التي قد حباها الله بموقع جيد على شاطئ البحر المتوسط في آخر مثلث سهل الجفاره من الشرق يمتاز مناخها بالاعتدال وتربتها بالخصوبة ما يساعد على قيام نشاط زراعي كثيف يسهم في الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتوفير فرص عمل في مجال الزراعة، وبالتالي تحسن مستوى الدخل بالمنطقة خاصة وليبيا كافة، ومن هنا كان لزاماً توجه التنمية الزراعية بالمنطقة نحو الاستدامة.