التخطيط الأسري من المنظور التربوي
الخلاصة
تعد الأسرة من أهم النظم الاجتماعية في حياة الإنسان وهي من أقدم النظم ، وتعتبر الأسرة أهم عامل يؤثر في شخصية الفرد فإذا كانت تربية الأبناء في هذه الأسرة غير سليمة فإن الفرد فيها سيتأثر بذلك ويظهر ذلك في سلوكياته ، فالأسرة التي تنعدم فيها القيم الأخلاقية والقدوة الحسنة والإدارة السليمة المبنية علي التخطيط السليم قبل كل قرار يتم اتخاذه داخل الأسرة تصبح في حد ذاتها بيئة مناسبة لظهور الظواهر السلبية المختلفة والتي سيكون تأثيرها علي الفرد نفسه ثم أسرته ويمتد تأثيرها على المجتمع بأسره .
وبما أن الأسرة هي المكان الأول الذي يحتضن الطفل ويرعاه رعاية شاملة ، لذا كان من المهم في بناء الأسرة أن يستشعر كل من الأب والأم مسؤولياتهما المشتركة في تربية الأبناء ، وخاصة مع وجود قوى تأثير خارجية قد تؤثر على الأبناء ، وهذه المسؤولية التي تقع على كاهل الآباء تحتاج إلى إدارة أسرية سليمة أساسها تخطيط سليم ، فتوفير الحاجات الأساسية للأبناء من قبل الوالدين أمور ضرورية لا غنى للأبناء عنها ، ولكن هذه المسؤولية يجب أن تمتد إلى توفير الحماية من العوامل الخارجية والداخلية التي قد تؤثر بشكل أو آخر في تربية الأبناء ، فالأسرة بجميع أفرادها تنتمي إلى مجتمع به مجموعة من الأسر المختلفة في الديانات والعادات والتقاليد الأمر الذي يجعل لكل أسرة خصوصيتها المُثلى والتي يمكن أن تؤثر في أو تتأثر بالأسر الأخرى .
فقرارات الأسرة السليمة التي يسبقها تخطيط سليم وهادف قبل اتخاذ أي القرار هي تلك القرارات التي يطمح إليها كل شخص يسعى لتكوين أسرة وتربية أبناء ، ومن هذا المنطلق جاءت أهمية هذا البحث والذي يبحث في كيفية إدارة الأسرة إدارة سليمة أساسها تخطيط هادف لتصل إلى اتخاذ القرارات الصحيحة التي يكون فيها صالح الآباء ، والأبناء الذين هم عماد المجتمع ، فلو وقع هذا العماد أصبح المجتمع في خطر ، لذلك جاء هذا البحث من أجل زيادة التعريف بأهمية التخطيط الأسري ودوره في رعاية الأبناء والوقوف علي أهم الصعاب التي تواجه الأسر ، والتي قد يكون لها تأثير مباشر علي الأبناء أو قد يكون لها تأثير غير مباشر نتيجة الفهم الخاطئ من الآباء في كيفية التخطيط الأسري .