وقفات في طرق نقد الحديث النّبويّ الشّريف والرّدّ على شبهات المستشرقين حولها
الخلاصة
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وأتم نعمته علينا بأن جعلنا من الباحثين في أمور شريعته، المهتمين بأمور دينه، السالكين نهج نبيه القويم.
وبعد: فإن الله تعالى أرسل نبيه محمداً صل الله عليه وسلم بدين الحق بشيراً ونذيراً، وأيّده بالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كما أيّده بالحكمة، وهي السنة. والقرآن والسنة هما الأصلان العظيمان اللذان يقوم عليهما التشريع في الدين الإسلامي الحنيف.
فالسّنّة وإن جاءت في المرتبة الثانية من أصول التشريع، إلا أنها أصل معتمد مستوجب للأخذ به في أمور الشريعة واستنباط الأحكام.
وقد تعهد الله عز وجل كتابه بالحفظ، فتناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل حفظاً في الصدور وكتابة في المصاحف، من غير تحريف ولا تبديل. أما السنة فقد اختلط صحيحها بسقيمها، غير أن الله سبحانه وتعالى سخّر لها جنوداً وأئمة احتاطوا لها، فقعّدوا القواعد التي تعين على تمييز نصوصها، ولم يتركوا لأحد المجال لأن يستدرك عليهم طريقتهم في حفظ سنّة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- والصحيحِ من الآثار.
وجهود الأولين في حفظ نصوص السّنّة مبنية على التفحص والتمعن في المرويات، ونقد ما خالف شروط الصحة منها سنداً ومتناً.
وفي هذا البحث سأحاول -إن شاء الله- تقديم صورة واضحة ومختصرة عن نقد الحديث الشريف، ونشأته، وكيفيّته كما أسس له أسلافنا الأولون، مع ذكر بعض شبهات المستشرقين حول هذه القضيّة، وبيان الرّدّ عليها.
وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلتُ وإليه أنيب.