التّوجيه الدّلاليّ لنماذج من رواية نافع المدنيّ
الخلاصة
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمَّدٍ خاتم الأنبياء والمرسلين، المنزل عليه الكتاب المبين، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم، ومن رضي منهجهم واتّبع هديَهم إلى يوم الدّين. أمّا بعد:
فأعظمُ ما شرُفَتْ به اللّغة العربيّة كونُها لغة القرآن الكريم! وقد حرص علماء التّفسير والقراءات والعربيّة على خدمة القرآن الكريم، وتوثيق نصّه، وإيضاح معانيه، وبناء قواعد العربيّة عليه، ومن مظاهر ذلك: الاحتجاج للقراءات وبيانُ عللها ووجه إعرابها.
إلّا أنّ النّاظر في كتب الاحتجاج للقراءات وأكثرِ كتب التّفسير يرى أنّه قد اقتُصر فيها على التّوجيه النّحويّ أو الصّرفيّ، وتوجيهِ الاختلاف في الإعراب، دون بيانٍ لما يترتّب على ذلك من اختلافٍ في المعاني، وتعدُّدٍ في وجه الدّلالة.
وقد بدا لي أنّه من المفيد طرقُ هذا الباب بالبحث، فعمدتُ إلى بعض النّماذج من قراءة نافع المدنيّ؛ أبيّن وجهها النّحويّ أوّلاً، ثمّ أنطلق منه لبيان ما يترتّب على ذلك من تعدُّدٍ في وجوه المعاني وإضافةٍ في الدّلالات وتنوُّعٍ في كيفيّة النّطق.
وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يتقبّله وينفع به ويباركَ فيه.