مسمّيات علم العقيدة حتّى بداية القرن الخامس الهجريّ
الخلاصة
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدّين. أمّا بعد:
فللعقيدة الإسلاميّة أسماء عند أهل السّنّة، منها: الفقه الأكبر، والسُّنَّة، والإيمان، والشّريعة، والتّوحيد، وأصول الدّين. وتُعدُّ تسمية العلم الّذي يتناول مسائل المعتقد باسم «علم العقيدة» تسميةً متأخّرة نسبيّاً، حيث ظهرت في أوائل القرن الخامس الهجريّ، وذلك في بعض المصنّفات، منها: «كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة» للّالَكائيّ (ت418)، و«كتاب الاعتقاد» للبيهقيّ (ت458)، و«كتاب الاعتقاد» لابن أبي يعلى (ت526).
وبالمقابل فثمّة من يطلق على هذا العلم تسمياتٍ أخرى، منها: علم الكلام، والفلسفة الإسلاميّة، وهي تسمياتٌ يرى بعض المتخصّصين أنّها غير شرعيّة.
لذلك فإنّ هذا البحث يأتي للإجابة عن الأسئلة الآتية:
o ما الأسماء الشّرعيّة للعقيدة الإسلاميّة؟
o ما الأسماء غير الشّرعيّة الّتي تُطلق على العقيدة الإسلاميّة؟
o كيف يمكن معالجة الإشكال في نطاق علميّ؟
والهدفُ من ذلك محاولةُ الإسهام في جمع كلمة المسلمين على مفاهيم صحيحة، تتّفق مع الكتاب والسّنّة وما كان عليه سلف الأمّة الصّالح، والخروجُ بالأمّة الإسلاميّة من حالة التّفرُّقِ والتّشرذُم؛ لتسعى في الأخذ بأسباب نهضتها وعزّتها.