ما سمعه ابن عبّاس رضي الله عنه من النّبيّ صل الله عليه وسلم أو شهده منه: قضايا ونماذج
الخلاصة
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد النّبيّ الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدّين. أمّا بعد:
فيُعدُّ ابن عبّاس رضي الله عنه من الصّحابة المكثرين من الرّواية عن النّبيّ صل الله عليه وسلم، مع أنّه من صغار الصّحابة سنّاً؛ فلم يسمع كلَّ مرويّاته المرفوعة من النّبيّ صل الله عليه وسلم مباشرةً، وإنّما سمعها من صحابة آخرين، فهي ممّا اصطلح علماء الحديث على تسميته: «مرسَل الصّحابيّ»، وهو معدود من المتّصل؛ لأنّ الصّحابة كلُّهم عدول.
إلّا أنّ ابنَ عبّاس سمع من النّبيّ صل الله عليه وسلم جملةً من الأحاديث الّتي يرويها، وقد اهتمّ بعض المحدّثين بالنّصّ على سماع ابن عبّاس فيما سمعه، مع اختلافهم في حصر هذا المسموع.
وقد بدا لي أنّه من المفيد لفت العنايةِ إلى هذا الموضوع، بذكر نماذج مختارة من هذه المسموعات ممّا أخرجه أصحاب الكتب السّتّة، ودراستها -بشكل مختصر- سنداً ومتناً.
وأسأل الله أن يتقبّل هذا العمل ويبارك فيه، ويكون إسهاماً مثمراً في خدمة سنّة النّبيّ صل الله عليه وسلم، وإكرامِ صحابته الكرام، رضي الله عنهم وأرضاهم.