حديث (افتراق الأمّة) بين التّصحيح والتّضعيف
الخلاصة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك هل، وأشهد أنّ محمَّداً عبده ورسوله صل الله عليه وسلم. أمّا بعد:
فإنّ الله عز وجل أمر عباده باتّباع صراط المستقيم، ونهاهم عن اتّباع السُّبُل الّتي تُفضي إلى الفرقة والتّشيُّعِ والخلاف. وحذّر النبيّ صل الله عليه وسلم أمّته من الوقوع فيما وقعت فيه الأمم السّابقة من الابتداع والافتراق.
إلّا أنّه جاء الخبر عنه صل الله عليه وسلم أنّ الافتراق سيقع في هذه الأمّة كما وقع في الأمم السّابقة، وأنّ الفرقَ هالكة إلّا فرقة واحدة، هي الفرقة النّاجية، الّتي تستمسك بالكتاب والسّنّة.
وقد درس العلماء والمحدّثون والباحثون هذا الحديث سنداً ومتناً، وبيّنوا رواياته وحكموا عليها، وتباينت تلك الأحكام بين مصحّح ومضعّفٍ، ومن هؤلاء وهؤلاء من أخذ حكمه بالنّظر في سند الحديث، ومنهم من أخذ حكمه بالنّظر في متنه.
كما أنّ بعض أهل الأهواء من الشّيعة وغيرهم حاولوا الطّعن في هذا الحديث؛ اتّباعاً لأهوائهم وتماشياً مع أغراضهم.
ونظراً لأهمّيّة القضيّة، وكونها من القضايا المفصليّة المتعلّقة بمعتقد الأمّة؛ فقد قمتُ في هذا البحث بجمع طرق الحديث، ودراستها، وعرضَ أقوال العلماء والباحثين تصحيحاً وتضعيفاً، سنداً ومتناً؛ لمحاولة التّرجيح بينها.
وأسأل الله عز وجل أن يتقبّل منّي هذا العمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين.