أبو تمام البصري وآراؤه الأصوليّة
الخلاصة
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيّدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. أمّا بعد:
فإنّ علم أصول الفقه من أجلِّ العلوم وأنفعِها؛ فيه يحصل التّفقُّه في الدّين، ويُعرَف الحلال من الحرام، وتُدرَك معاني النّصوص على الكمال؛ لذا فإنّ علماء الشّريعة جميعهم -على اختلاف تخصّصاتهم- يحتاجون إليه؛ لفهم نصوص الوحي والاستدلال بها.
وقد تعدّدت المدارس والمناهج الأصوليّة، وكثرت المصّنفات في هذا الفنّ الجليل. ومن الفقهاء الأصوليّين المبرّزين: أبو تمّام عليّ بن محمّد بن تمّام البصريّ، أحد علماء القرن الرّابع، وهو من أعلام المدرسّة المالكيّة بالعراق.
ولأنّ عالمنا من المؤسّسين والمؤصّلين لعلم أصول الفقه، وهو من أئمّة المالكيّة المبرّزين؛ فإنّه من المفيد للمكتبّة الأصوليّة عموماً، والمالكيّة على وجه الخصوص- جمعُ أرائه الأصوليّة، ودراستُها دراسةً تحليليّة مقارنة، لا سيما وكتبه مفقودة، وإنّما وُجدتْ آراؤه الأصوليّة فيما نقله عنه أئمّة المذهب، كالباجيّ، والمازريّ، والقرطبيّ.
وأسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويتقبَّله ويبارك فيه.