اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﻨدﻟس ﺨﻼل اﻟﻘرﻨﯿن اﻟراﺒﻊ واﻟﺨﺎﻤس اﻟﻬﺠرﯿﯿن
الخلاصة
إن اﻟﺤدﯿث ﻋن اﻹﻨدﻟس وﺘﺎرﯿﺨﻬﺎ ﯿﺤﻤل ﻓﻲ طﯿﺎﺘﻪ اﻟﻛﺜﯿر ﻤن ﻤﻌﺈﻨﻲ اﻟﻔﺨر ﺒﺄﻤﺠﺎد أوﻟﺌك اﻟﻤﺴﻠﻤﯿن اﻟذﯿن أرﺴوا ﻓﻲ اﻹﻨدﻟس دﻋﺎﺌم وطﯿدة ﻤن اﻟﺤﻀﺎرة واﻟﺘﻤدن, وﯿﺼﺎﺤب ﺘﻠك اﻟﻤﻌﺈﻨﻲ اﻟﻤﺸرﻓﺔ أﻟوٕان ﺸﺘﻰ ﻤن اﻷﺴﻰ واﻷﻟم ﻋﻠﻲ ﻀﯿﺎع ذﻟك اﻟﻔردوس اﻟﻌظﯿم وٕاﻨﺤﺴﺎر اﻹﺴﻼم ﻋﻨﻪ وﻤﺎ راﻓق ذﻟك ﻤن إﺒﺎدة ﻤﻘﺼودة ﻟﺘراﺜﻪ .
ﻋرﻓت اﻹﻨدﻟس ﻓﻲ ظل اﻟوﺠود اﻟﻌرﺒﻲ اﻹﺴﻼﻤﻲ ﺤرﻛﺔ ﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﺴﻌﺔ ﺘﺠﻠت ﻓﯿﻤﺎ ﺨﻠﻔﻪ أﻫﻠﻬﺎ ﻤن آﺜﺎر ﻋﻠﻤﯿﺔ و أدﺒﯿﺔ و ﻓﻠﺴﻔﯿﺔ، إﻻ إن ﻋدد ﻤن اﻟدراﺴﺎت ﻟم ﺘﺘﻌرض إﻟﻰ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﻠﻔﯿﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻟﻺﻨدﻟس؛ ﻟﺨﺼ وﺼﯿﺘﻬﺎ وﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻤﻛوﻨﺎﺘﻬﺎ اﻟﺒﺸرﯿﺔ واﻟﻔﻛرﯿﺔ وﻟدورﻫﺎ وٕاﺴﻬﺎﻤﺎﺘﻬﺎ اﻟﻌظﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﻨﻘل اﻟﺘراث واﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻬﻲ اﻹﻨدﻟس اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﻬﺎ اﻟﻌرب ﺴﻨﺔ711م واﺴﺘﻤر وﺠودﻫم ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻲ اﻟﻘرن اﻟﺨﺎﻤس ﻋﺸر اﻟﻤﯿﻼدي وﻫﻲ ﻓﺘرة ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﺘﺄﺜﯿر واﻟﺘﺄﺜر وﻟذﻟك ﻻ ﻨﺒﺎﻟﻎ ﻛﺜﯿرا ﻓﻲ ﻤدى اﻻﺴﺘﻔﺎدة اﻟﺤﻀﺎرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻘﻘت ﺒﻔﻀل اﻟﻌرب واﻟﻤﺴﻠﻤﯿن ﻋﻠﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻷﺼﻌدة اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ وﻏﯿرﻫﺎ وٕاﻗﺒﺎل اﻟﻤﻬﺘﻤﯿن ﻋﻠﻲ اﻟﻤؤﻟﻔﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻹﻨدﻟﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺴﻬﻤت ﻓﻲ ﺘﺄﺴﯿس اﻟﺤرﻛﺔ اﻟﻔﻛرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﻐرب ﻓﻲ أواﺨر اﻟﻘرون اﻟوﺴطﻲ وأواﺌل ﻋﺼر اﻟﻨﻬﻀﺔ وﻫذا ﯿﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﻌﺘرف ﺒدور اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻹﻨدﻟﺴﯿﺔ اﻟﻤﺘﻨوﻋﺔ .