نظرية الفيض بين الفلاسفة والمتكلمين (الفارابي والكرماني أنموذجاً)
الخلاصة
تعد نظرية الفيض من النظريات الفلسفية المهمة التي كان لها أثرها الواضح في الفكر الإسلامي بوجه عام، وعند الفلاسفة والمتكلمين بوجه خاص، وترجع هذه النظرية
إلى الأفلاطونية المحدثة، فلقد لجأ إليها أفلوطين ليحل بها مشكلة الكثرة والوحدة، فكما هو معروف عن أفلوطين؛ أن فلسفته هي فلسفة البحث عن الوحدة الموجودة وراء الكثرة،
ودفاعا من أفلوطين عن هذه الوحدة كان لابد له من القول بنظرية الفيض.
وبهذا فقد رفض أفلوطين القول بالخلق عن عدم، وقام بوضع وسيط بين الله والعالم، كي ينزه الله عن كل نقص؛ وقد أعجب بعض مفكري الإسلام بهذه النظرية، وأول من أدخلها إلى الفكر الإسلامي المعلم الثاني (الفارابي) كذلك تأثر بها بعض المتكلمين، ومن بينهم الكرماني ، وهو واحد من طائفة الإسماعيلية .