دراسة عملية لمعرفة مدى تأثير المسافة المقطوعة على بعض خواص زيوت محركات البنزين الموجودة بالسوق الليبي
الخلاصة
طرأت في ليبيا خلال الأعوام المنصرمة العديد من المشاكل الميكانيكية في محركات السيارات والتي يعزى سببها الرئيسي إلي وجود عيوب في زيوت التزييت، وقد نجم عن ذلك ضرر وتلف كبيرين، بداية من تعطيل دورة التزييت داخل المحرك إلى انهيار المحرك وتوقفه عن العمل، ناهيك عن الخسائر المادية جراء ذلك. عالميا لتفادي تلك الإضرار، فقد بدأ العمل منذ سنين على تحسين مواصفات الزيوت بصفة عامة ولزوجة الزيت علي وجه الخصوص، وذلك لمواكبة التطور الدوري للمحركات من ناحية الحجم وقوة المحرك، وكذلك في كيفية المحافظة على المحرك وأدائه.
إن الغرض من هذه الدراسة هو اختبار مدى تغير مواصفات زيت التزييت لمحرك البنزين بعد استخدامه لمسافات متفاوته. أجريت بعض التجارب العملية باستخدام محرك بنزين جديد (FIAT 1.2) ذو أربع اسطوانات، للمقارنة بين خواص الزيوت قيد الدراسة، حيث استخدمت ثلاثة أنواع من الزيوت تحمل ذات المواصفات والتصنيف (SL)، لكنها من شركات وعلامات تجارية مختلفة، وقد شاع استخدامها في الأسواق الليبية (الثريا، الرافينول، الكاسترول)، جميعها خضعت لتجارب واختبارات تحت ظروف مماثلة، وعند مسافات مقطوعة (3000، 4000، 5000 كم).
النتائج التي وصلت لها هذه الدارسة، تبين أن معدل التغير في نسبة لزوجة الزيوت عند الاستخدام كان واضحا. أي أنه في جميع أنواع الزيوت المستخدمة، كلما زادت المسافة المقطوعة زادت نسبة النقصان في لزوجة الزيت، حيث قلت نسبة اللزوجة عند درجة حرارة (Cº 100) بعد قطع مسافة (5000 كم) إلى (8.86% لزيت الثريا، 28.3% لزيت الكاسترول و 8.22 لزيت الرافينول). أما نتائج اختبار معدل التغير في نسب المعادن (الكالسيوم/ الزنك/ الفسفور)، تفاوتت نسبة التغيّر علي حسب المسافة المقطوعة ونوع زيت التزييت المستخدم، حيث لوحظ بأن هناك زيادة في نسبة معدن الكالسيوم ومعدن الزنك لجميع الزيوت المستخدمة في هذه الدراسة بعد قطع مسافة (5000 كم)، حيث بلغت أعلى نسبة زيادة (4.11% كالسيوم و 9.82% زنك) في زيت الثريا، يليه زيت الرافيتول ثم الكاسترول. بينما كان هناك نقصان ملحوظ في نسبة معدن الفسفورعند نفس المسافة المقطوعة، إلا أنها قلت بنسبة عالية وصلت إلى (10.4%) في زيت الثريا. نستخلص من هنا، أن الزيت الأفضل أداء لمحرك الاحتراق يكون معدل التغير قليل في خواصه الفيزيوكيميائية (اللزوجة ومعدل التغير في نسب المعادن) عند الاستخدام.