علم الاجتماع العربي بين الواقع والمأمولة "دراسة لإمكانية الرؤية والتأصيل"
الخلاصة
يتراءى للباحث محاولات متعددة لأساتذة الاجتماع العرب لخوض غمار التغيير في طرق وأساليب البحث الاجتماعي المستندة إلى نظريات مستمدة من علم الاجتماع الغربي، سواء الأوربي أو الأمريكي، فلسنوات عدة اصطبغت البحوث في الجامعات العربية بسوسيولوجيا غربية صرفة، وكانت النظريات الغربية مثار اهتمام الباحثين.
وتنطلق هذه الدراسة من محاولة الباحث تقصي جهود السوسيولوجيين العرب لإرساء رؤية جديدة لقواعد ومناهج البحث، وأسس نظرية تنطلق من واقع المجتمع ذاته، ومدى قدرتهم على إنتاج نظريات مستمدة من الواقع العربي.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في بيان مدى قدرة الباحثين العرب على وضع رؤية لمسار علم الاجتماع وتأصيل الدراسات التي يقوم بها بمناهجه وطرق بحثه ونظرياته، وقدرتهم على إنتاج نظري يجاري ما يشهده العالم من تطورات في ميدان السوسيولوجيا.
وتتمثل أهداف الدراسة في البحث عن المدى الذي وصلت له جهود المؤسسين لمنهاج عربي في علم الاجتماع، وقدرتهم على تجاوز المشكلات التي تعيق الوصول إلى تأسيس وتأصيل الأطر النظرية اللازمة لدراسات تهتم بقضايا علم الاجتماع الأساسية.
وتعتمد الدراسة على المنهج التاريخي لتتبع جهود بعض العلماء من أجل تطوير البحث في علم الاجتماع، والمنهج الوصفي التحليلي لبعض الدراسات التي تناولت آراء كبار أساتذة علم الاجتماع ومحاولاتهم وضع رؤية جديدة، وتأصيل وتحديد إطار يتم من خلاله دراسة الواقع الاجتماعي.
ومن هنا فالبحث عبارة عن دراسة نظرية لجهود بعض المختصين العرب في علم الاجتماع حول بناء إطار نظري قادر على تقديم تفسير للواقع الاجتماعي، والمدى الذي وصلت له تلك الجهود في بناء نظري يُقلل من الاستعانة بالنظريات الأخرى.