السياق والمقام والموقف ومقتضى الحال "تعدد المصطلحات وتداخل المفاهيم"
الخلاصة
مع أن اللسانيات بفروعها ليست وليدة العصر إذ لا يخفى ما لها من جذور تراثية تتجلى أمام المتأمل في تراثنا العربي، ومع هذا فإن تحديد المفاهيم النظرية والإجراءات المنهجية هي من سمات الدراسات اللسانية الحديثة. حيث شهدت في العصر الحديث ازدهاراً ملحوظاً أسهم بشكل كبير في تطور الدراسات اللغوية والممارسات النقدية وبالأخص فيما يتعلق بالمفاهيم والمصطلحات. من هنا استوجب تحديد بعض المفاهيم بما يلائم أصولها التراثية؛ إذ لا إشكال فيما استحدث من مصطلحات وما يقابلها من مفاهيم حديثة، كالتناص والعتبات النصية مثلاً، لكن الإشكال يقع في بعض المصطلحات الأدبية والنقدية القديمة قدم الأدب والنقد العربيين مثل مصطلحات: السياق، والمقام، والموقف، ومقتضى الحال، ومما يؤكد أهمية هذا الأمر أننا نجد بعض الباحثين يستعملون هذه المصطلحات استعمالاً عاماً دون أدنى تدقيق، ومنهم من يستعملها على سبيل المرادفات.