تزكية النفس في ميزان الشريعة الإسلامية
الخلاصة
يهدف هذا البحث إلى تربية النفس وتزكيتها التزكية الشرعية المطلوبة، امتثالا لأمر الله تعالى بقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾ ، وامتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دعائه بقوله: « اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا »، وكذلك معرفة طريقة تزكيتها حتى نصل بها إلى مقام العبودية الصحيحة، وبيان الاشكال الذي يقع فيه المؤمن عندما يقف على قوله تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾، فهذه الآية تنهى عن التزكية، بينما الآية السابقة تحث على التزكية وتمدح المزكي، وقد قمت في بحثي هذا بتوضيح معنى النفس وذكر أحوالها، والتي أوصلها بعضهم إلى اثني عشر حالا، إلا أني اكتفيت بالحديث عن الأحوال الثلاثة الأكثر ذكرا في القرآن الكريم، ثم تحدثت عن كيفية مجاهدتها، ومعرفة وسائل مجاهدتها، كما بينت مفهوم التزكية وأقسامها، مع ذكر وسائل تزكية النفس، والآثار المترتبة عليها، وكل ذلك بالاستشهاد بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، وبعضا من أقوال الصحابة والدعاة والعلماء الربانيين، ثم ختمت البحث بذكر بعض الثمار التي تعود على المسلم في دينه ودنياه وأخراه ؛ إذا ماسار وفق التزكية الشرعية المطلوبة.