تحرير معاني الألفاظ
الخلاصة
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( )، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( )، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( ).
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد: ينبغي للناظر في العلم فقها وأصولا، تعلُّماً وتعليماً، أن يحرر معاني الألفاظ، تحريرا بالغًا، وأن يفصل فصلاً تامًا بين مراد الله - عز وجل - من كلامه، ومراد رسوله – صلى الله عليه وسلم – من خطابه، وبين مراد الْمُؤَصِّلِينَ والمُقَعِّدِينَ من كلامهم وألفاظهم التي وضعوها واصطلحوا عليها؛ لأن التمييز بين ذلك كله يمنع من حدوث الخلل في الفهم عن الله، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وفي الفهم عن الأئمة من علماء الأصول والفقه، بل ويمنع من الخلط بين كلام الأئمة وما أرادوه من كلامهم مع بعضهم البعض، على اختلاف أزمنتهم ومذاهبهم التي ينتمون إليها، وما مرت به تلك الأعصار من أحداث، فأنتجت عبارات مردُّ فهمها دراسة تلك الأحداث في عصرها الذي حدثت فيه، وهذا ليس بمحل عناية في هذا البحث، وإنما هو تحرير معاني الألفاظ التي أراد المُسْتَعْمِل منها الوصول إليها، أي المستعمِل لتلك الألفاظ، وما أراد بها من معاني، وليس هذا البحث على سبيل الاستقصاء في هذا الأمر، وإنما هي أمثلة تدل على ما ورائها، وهي بحول الله وقوته ثلاثة أمثلة أو ثلاث مسائل: