المرافئ الفينيقية في شمال ليبيا القديمة (أفريقيا) 1200ق.م – أواخر القرن السادس ق.م
الخلاصة
المقدمة:
برع الفينيقيون في اختيار الأماكن الطبيعية الصالحة لإنشاء المرافئ على طول ساحلهم، الذي يحتوي على الجزر القريبة، والنتوءات الصخرية الداخلة في البحر، حيث استفادوا منها في حماية سفنهم من الرياح، والأمواج العالية، خلال فترة اضطراب الأحوال الجوية، ومن ثم تدخلت يد الإنسان في إقامة الحواجز الحجرية، لحماية السفن والمرافئ، وعندما جاءوا إلى شمال ليبيا القديمة (أفريقيا) نقلوا معهم آلية اختيار الأماكن الطبيعية الصالحة لإقامة المرافئ، وإقامة الحواجز الحجرية والأرصفة، ضد التيارات والأمواج، والرياح القوية، فتم تأسيس عدة مرافئ تجارية، وأخرى حربية، لحماية الأساطيل التجارية والموانئ من الأعداء، من منطقة خليج سرت الكبير حتى شواطئ المحيط الأطلسي.
وقد صنع الفينيقيون مجموعة من السفن التجارية، والحربية المتعددة الأشكال والمهام، بعد أن توفرت لهم على الساحل الفينيقي المواد الخام الأولية، المتمثلة في الأخشاب ذات النوعية الجيدة، والصلبة، التي تقوم عليها صناعة السفن، وفي مقدمتها أخشاب الأرز، والسرو، والسنديان، والبلوط، بالإضافة إلى المواد المانعة لتسرب الماء إلى المراكب والسفن الكبيرة، كما توفر العنصر الأساسي والهام في هذه الصناعة، وهو الإنسان الفينيقي صاحب الأيدي الماهرة في أعمال النجارة، والأعمال البحرية، حيث استعانت به الأمم القديمة في القيام بهذه الأعمال، وفي قيادة سفنها التجارية والحربية.