وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بظاهرة الاغتراب الاجتماعي دراسة ميدانية على عينة من الشباب داخل مدينة مصراتة
الخلاصة
تعد الاسرة النواة الاولى في المجتمع والركن الاساسي الذي تتمحور حوله عمليات التنشئة الاجتماعية وبناء الانسان السوي، ولا يمكن أن يتحقق ذلك الا في ظل التفاعل والتحاور والتواصل داخل الاسرة الواحدة ، التي اصبحت اليوم تواجه الكثير من التحديات وفي شتى الميادين .
وخلال الربع الاخير من القرن الماضي حدثت تغيرات كثيرة على المجتمع أغلبها كان مرتبطا بالتكنولوجيا وخصوصاً ما يتعلق بالاتصال الحديث والاعلام، برغم العديد من الفوائد والايجابيات التي حققتها على كافة الاصعدة وفي مجالات الحياة الاجتماعية ، إلا انها لها كثير من السلبيات التي خلفتها على مكونات وانظمة المجتمع وخصوصا الاسرة.
وتشهد وسائل الاتصال اقبالاً واستخداماً كبيرا في مختلف المجالات ، ونجد ان مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص تمثل جذبا واقبالاً منقطع النظير من مختلف الفئات العمرية وفي كل المجتمعات العربية والغربية ، الامر الذي جعلهم يعيشون في ظل عالم تقني ومجتمع افتراضي امتلك تلك الفئات وسيطر على اهتماماتهم واستنزف اوقاتهم .
وعلى الرغم من ان تلك المواقع والوسائل فتحت آفاق واسعة وكبيرة أمام مختلف الفئات لتبادل الاتصال والمعرفة وزادت من التقارب بين الناس ومن مختلف المجتمعات الانسانية ، وساهمت في نشأة علاقات اجتماعية جديدة بالنسبة للأفراد ، وكذلك ساهمت في تسهيل الانشطة التي يمارسونها سواء في أعمالهم المهنية او الاقتصادية والتجارية ، إلا انها تمثل خطرا كبيرا وحقيقيا على اهم مكونات المجتمع وهم الشباب وكذلك علاقاتهم الاجتماعية وتفاعلاتهم داخل المجتمع، حيث تؤدي الى ميلاد مجتمع افتراضي يؤثر على الشباب ، ويقوي من انتمائهم له ويؤدي الى العزلة عن المجتمع الاصلي او العائلة الاساسية ، اضافة الى ضعف العلاقات الاجتماعية وصعوبة التواصل والتفاعل فيما بينهم بشكل مباشر .