لفظُ (حِين) في القرآن الكريم دراسة لُغوية تفسيرية
الخلاصة
الحمد لله خالقِ الألسنِ واللُّغاتِ، واضِعِ الألفاظِ للمعاني بحسَبِ ما اقتضتهُ حِكمُهُ البالغاتُ، الَّذي علَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها، وأظهرَ بذلك شرفَ العربيَّةِ وفضلَها، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا محمَّدٍ، أفصحِ الخَلْقِ لسانًا، وأعربِهِم بيانًا، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ أكْرِمْ بِهِم أنصارًا وأعوانًا، وبعد..
إنَّ ألفاظَ القرآنِ الكريمِ لها خصائصُ تميَّزت بها، وقد عَلَتْ بنظمه وتراكيبه فوق أنماط التعبير الأخرى، ولو حاولَ محاولٌ أنْ يُديرَ اللغةَ العربيةَ من ألفِهَا إلى يائِها لِيَضَعَ لفظًا موضِعَ لفظٍ آخر يسُدُّ مسدَّهُ مِن كُلِّ الوجُوهِ لَطَلبَ مُستحيلا، ولَعادَ كليلا، قال ابنُ عطيَّة: "كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجِد، ونحن تبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع؛ لقُصُورنا عن مرتبةِ العرب يومئذٍ في سلامةِ الذوق، وجودة القريحة، وميزِ الكلام"( ).