الرتبة والصدارة في تراكيب بعض الأساليب اللغوية
الخلاصة
إن مجالات الدرس اللغوي قد اتسعت وتنوعت، وذلك لكثرة خصائص اللغة التي مازالت تفتح مسالكا واتجاهات للنظر فيها، ومن هذه الخصائص أنظمة التراكيب التي تحدد مجالات العناصر اللغوية المكونة للجملة وأنظمة ربطها التي تنضبط بوظائف نحوية أو دلالية تؤديها؛ لتُسهم في إبراز مقاصد الكلام، وهي تمثل العلاقات اللغوية داخل جملتها.
والرتبة من العلاقات اللغوية التي تقوم بالربط بين عناصر الجملة وتنظمها في ترتيب معين، وتوضح الحيز الذي هو مخصص للمفردة داخل هذا النظام، وهي من العلاقات المهمة في تحديد دلالة الجملة، ونظام الجملة يسير تحت تأثير عدة قرائن تتظافر في إظهار الغرض من الإخبار، وهذه القرائن لا تسلم للرتبة أوضاعها الأصلية، بل تتدخل في تغيير مواقع العناصر، فلذلك كان مجال دراسة الرتبة متنوعا ويحمل كثيرا من المسائل، مع أن الأوائل لم يفردوا أبوابا مخصوصة لدراسة الرتبة، ولكنهم درسوها تحت باب التقديم والتأخير، وتناولوا ما تعلق بها من أغراض ودلالات وغيرها، وشملت دراستهم مسائل الرتبة دراسة مسائل الصدارة المتعلقة ببعض الأدوات اللغوية.
وفي هذه الورقات أحاول الوقوف على مفهوم الرتبة ومفهوم الصدارة والوقوف على العلاقة بينهما من خلال دراسة بعض الأساليب اللغوية التي تشتمل على عناصر لغوية لها حق الصدارة في جملتها.واتبعت في هذا البحث المنهج الوصفي، لدراسة العلاقة بين ظاهرة الصدارة وظاهرة الرتبة، وبيان تأثير الصدارة في نسق تركيب الجملة.