أثرُ خلوِّ الجملةِ الفعليةِ المعطوفةِ على ذات الوجهيْنِ من الضميرِ العائدِ- في المعنى
الخلاصة
الضمير: هو أول المعارف، ولابد للجملة الخبرية من رابطٍ يربطها بالمبتدأ، طالما لم تكن هي نفس المبتدأ في المعنى( )، والجملة: هي أساس إقامة اللغة، وهي النواةُ التي يبنى منها وبمجموعها مجموع نصي ما، وفي تحديد مفهوم الجملة تباينت وبرزت اتجاهات عدة للنحاة( ).
والجملة: تنقسم بحسب الخبر إلى صُغْرى، وكُبْرى، فالكبرى، هي: الإسميةُ التي خبرها جملةٌ، نحو: "زيدٌ قامَ أبوهُ"، و "زيدٌ أبوهُ قائمٌ"، وهذه الجملة تنقسم أيضا من حيث التركيب إلى: ذاتِ وجْهٍ، وذاتِ وجهَيْنِ، وسيأتي تفصيل ذلك، والصغرى، هي: المبنيةُ على المبتدأ( )، وهذه الجملُ لابدَّ لها من رابط يربطها بالمبتدأ؛ لتمامِ المعنى الذي سيقت له كما ذكر ابن مالك( ) بمعنى: أنه لابد أن تكون الجملة الواقعة خبراً حاويةً معنى المبتدأ، بأن تكون لها اتصالا به، وهو ما يسلتزم وجود الرابط بين هذه الجملة الواقعة خبرًا والمبتدأ، فلو قلت: "الرجلُ قامَ زيدٌ" لا يصح أن تكون خبرا لانعدام الرابط، وإذا قلت: "الرجلُ قامَ أبوهُ" صح؛ لوجود الرابط، وهو الضمير العائد، إذا لابد من رابط يربط الجملة الخبرية بالمبتدأ، حتى نعرف أن هذه الجملة حاوية له، وأنها وصف له؛ لأن الخبر في حقيقته وصف للمبتدأ، فإذا لم تكن مشتملة على شيء يربطها به، فإنها لا تكون وصفا له، وربط جملة الخبر بالمبتدأ يكون بإعادة المبتدأ بلفظه وهو أقواها نحو قوله تعالى:﴿القارعةُ مَا القارعةُ﴾( )، أو بوجود ضمير المبتدأ، نحو: "الشجرةُ أزهارُهَا فوَّاحةٌ"، أو الإشارة إلى المبتدأ نحو:"محمدٌ ذلكَ الكريمُ" إلى غيرها من الروابط التي سيأتي تفصيل ذكرها ( ).