سبل إصلاح الإنسان في القرآن الكريم سورة العصر أنموذجًا
التاريخ
2020-09المؤلف
بن صليل, إسماعيل عاشور
شلفاح, محمد عمران
واصفات البيانات
عرض سجل المادة الكاملالخلاصة
إن من حكمة الله تعالى أن خلق الإنسان وأنشأه في هذه الأرض وجعلها له سكنًا وخلفة وإعمارًا قال تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) ؛ ولأجل هذا الإعمار والإنشاء بعث الله الرسل مبشّرين ومنذرين ودعاة لهديه المستقيم. قال تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } ، فكان يبعث لكل قوم من الأقوام رسلا من عند أنفسهم يدعونهم إلى الخير ويحذرونهم من الشر{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} ، يبّن لهم طريق الخير فيلتزموه ويعملوا ويدعو إليه، ويبين لهم طريق الشّر فيجتنبوه ويحذروه.
وكذلك جاءت الرسالة المحمدية وهي خاتمة الرسالات على نحو ما جاءت به الرسالات السابقة إلا أنها امتازت بالعالمية وإرسالها للناس كافة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) ، وقال : (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة) ،والمتأمل في كتاب الله تعالى يتّضح له مدى اهتمامه بالإنسان وحرصه على بيان طرق إصلاح نفسه وتزكيتها، فهو كتاب هداية ونور، قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } .