دورالرعاية الاجتماعية وخدماتها في انتشال الفقراء في الوسط الحضري
الخلاصة
حماية الفئات الفقيرة وتحسين أوضاعها الحياتية من أولوية السياسات الاجتماعية لتحقيق الرعاية المجتمعية في المجال الحضري. وإن مفهوم الفقر وما يرتبط به من دلالات (إقصاء، تهميش، استبعاد، احتياج...)، ونعوت وأوصاف (معضلة، آفة، مشكلة...)؛ هو ظاهرة اجتماعية بامتياز، عرفتها المجتمعات الانسانية منذ الأزل. وتطورت عبر الزمن لتتخذ مظاهر وأشكال متعددة ومختلفة باختلاف المجتمعات والنظم والإيديولوجيات السائدة فيها. ومهما تعددت الرؤى والاجتهادات في تفسير هذه الظاهرة، والمقاربات النظرية والمداخل العملية في تحديد ابعاد المشكلة، وسبل التقليل أو الحد من آثارها المدمرة على كيانات المجتمعات الحضرية خاصة وحياة الأفراد والجماعات فيها؛ فإنها تتفق على حقيقة أن هذه الظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع منها مهما كانت طبيعته ونوع العلاقات فيه. وأنها مصدر كل الموبقات والشرور الاجتماعية (الرشوة، السرقة، المحسوبية، ترويج واستهلاك المخدرات، الأمية، الأمراض بمختلف أصنافها، الفسق والفجور، العنف...). وأن كل المجتمعات تسعى جادة جاهدة من أجل مواجهتها بسياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية، وبرامج رعائية اجتماعية؛ وحتى صندوق النقد الدولي أصبح يضمن سياساته الاقتصادية الموجهة للدول الفقيرة برامج للرعاية والخدمات الاجتماعية. والمسعى الأكاديمي لهذه الورقة تسليط الضوء على دور الخدمات الرعائية في التقليل أو الحد من تأثيرات ظاهرة الفقر على الأفراد والجماعات في المجتمعات، وخاصة الحضرية منها، نتيجة لسيادة الفردانية، وضعف منظومة التضامن الاجتماعي فيها.