آراء الكسائي النحوية في (تاج اللغة وصحاح العربية)
الخلاصة
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤًا أحد، والصلاة والسلام على النبي المعتمد وعلى آله وصحبه ومن عليه اسْتَند...
وبعد:
فتُعَدُّ المعاجم ثروة لغوية هائلة، بما تحويه من مفردات تُمّثِّل تراثًا خالدًا، يكشف لنا عن ثروة لغوية في مجالي (النحو والصرف)، وقد تناول العلماء مادتها بالبحث والدراسة، وكتبوا عنها الكثير.
فالمعاجم أسهمت بشكل فاعل في صيانة اللغة، والحفاظ عليها من التداخلات والتمازجات الحضارية والثقافية المختلفة. ومن قبيل الحرص والحفاظ عليها ظهرت المعاجم التي لا يُعْلَم بالدقة متى أُطلق عليها هذا اللفظ؟ .
لكن إن كان العرب لم يعرفوا المعاجم قبل العصر العباسي، فلا شك أن الفكرة المعجمية كانت قد بدأت تراودهم منذ أن بدأوا يشرحون القرآن، إذ يروى أن عمر ابن الخطاب (ت 584هـ) كان يَخطب مرة، فخفي عليه معنى (الأبّ) في قوله تعالى: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا فسأل عنها ... وكان العرب إذا أشكل عليهم فهم لفظة من ألفاظ القرآن الكريم يرجعون إلى آثارهم الأدبية.
تنوّعت أشكال المعاجم واختلفت أحجامها واختصاصاتها، وازدادت أهميتها مع مرور الزمن. فكان الجوهري أحد الأعلام المؤلفين لنوع من المعاجم يُعْرَفُ بـ (معاجم الألفاظ)، التي تشرح ألفاظ اللغة، وكيفية ورودها في الاستعمال، بعد ترتيبها وِفْقَ نمط معين.