مفهوم الدين في فلسفة توماس هوبز
الخلاصة
ارتكز عصر النهضة على مسلمة أساسية تمثلت في القطيعة المعرفية للتراث الفلسفي القديم. فإنسان في العصر القديم لم يكن قادراً على تفسير الظواهر التي تحدث في الطبيعة تفسيرًا علميًا لهذا لجأ للتفسير الأسطوري، واعتبر أن ثمة قوىً روحية مهيمنة تكمن خلف هذه الظواهر. فجعل لكل ظاهرة إلهًا، وهذا معناه إنكار وجود قوانين علمية ثابتة تحكم الظواهر.
وبما إن الجانب الديني قبل عصر النهضة نص على أن « كل حكم أو قول مقدس لا يحق دحضه، أو رده أو الاعتراض عليه». لذلك تبلور الأساس الأول لحركة الإصلاح الديني في عصر النهضة بالفصل بين الدين والمجتمـع، وهذا قاد بدوره إلى الحرية الفردية والذاتية لدى الأفراد، ودفع بالإنسان إلى التفكير في ذاته لأجل تأملها، والسعي إلى إسعادها.
وأصبحت العبادة صلة مباشرة بين العبد وربه، ولم يعد "لصكوك الغفران" التي قالت بها الكنيسة أي وجود، وأصبح الأساس الحقيقي للدين هو الإيمان لا الطقوس. وتمثل الأساس الأول لهذه الحركة في إبراز دور العقل في فهم الوجود، وقراءة النص الديني وفهمه فهمًا عقليًا. وأهـم مـن مثل هـذه الحركة و أثر في توماس هوبز تأثيرًا قويًا هـما: مارتن لوثر وجان كالفن .