تكامل الحكمة والشريعة عند ابن رشد الحفيد
الخلاصة
فهذا بحثُ تكامل الحكمة والشريعة عند ابن رشد الحفيد المولود بقرطبة زاهرة الأندلس سنة 520ه 1126م – المتوفي في 9 صفر 595ه الموافق 11- ديسمبر 1198م عن اثنين وسبعين عاماً؛ والذي عُرف في أوروبا باسم Averoes "أفيروس" وأطلق عليه دانتي في الكوميديا الإلهية "النشيد الرابع" الشارح الأكبر؛ وبدءاً ذي بدء ألاحظ من خلال دراستي لفلسفة ابن رشد هذه الملاحظات الآتية:
(1) صمت المؤلفات البيبلوغرافية "معاجم أو موسوعات الإعلام" العربية الكلاسيكية عن ابن رشد والرشدية؛ كابن خلكان، والصفدي، وجمال الدين القفطي الذي عاش بعد ابن رشد بجيل واحد فقط؛ يُّعدُ استمراراً لموجة تحريم الفلسفة من العامة والسلطة خاصةً، بعد منشور الخلفية يعقوب المنصور – الذي نكب ابن رشد.
(2) هناك ثلاث صور قدمها الاستشراق عن ابن رشد؛ فبعد كتاب تهافت التهافت بستة قرون يستهل رينان الدراسات الرشدية الحديثة: في أوروبا ويلفت نظر الدارسين العرب لإبداع ابن رشد، فيقدم ابن رشد المادي؟! التي يتلقفها فرح انطون من بعده، ثم يقدم جوتيه صورة ابن رشد العلماني وتغافل كل من رينان وجوتيه عن ابن رشد القاضي الفقيه المسلم؟!
فيقدم اسين بلاثيوس الصورة الثالثة والأقرب للحقيقية: وهي أن ابن رشد لم يخرج عن إطار الإيمان الصحيح بشريعة الإسلام وابداعه يتجلى في رؤيته في تكامل الشريعة والحكمة؛ إذ يتميز ابن رشد بالدقة في شرح فلسفة أرسطو والأمانة في التوفيق بين الشريعة والحكمة كما يقول ماجد فخري في تاريخ الفلسفة الإسلامية.