الحياة الاقتصادية لمدينتي المهدية والمنصورية في عهد الفاطميين
عرض/ افتح
التاريخ
2022-03المؤلف
مرشان, خالد محمد
دعباج, أحمد على
مجبر, نور الهدى نوري
واصفات البيانات
عرض سجل المادة الكاملالخلاصة
قامت الدولة الفاطمية في بداية القرن الرابع الهجري كدولة إسلامية حُكامها أئمة أهل البيت، ورغم كونها دولة شيعية إسماعيلية إلا أنها احتوت كل المذاهب والأديان مُكونة مجتمعاً أنموذجياً قاد لنهضة فكرية مزدهرة مُسجلة أروع الصفحات في عمر الزمن. فقد تمتعت مدينة المهدية منذ تأسيسها على يد الداعي الشيعي عبدالله المهدي سنة 308ه/910-920م من أشهر المدن الإسلامية في المغرب بعد القيروان بموقع جغرافي مميز ذي أهمية كبرى، فهو عبارة عن برزخ ممتد داخل البحر "شبه جزيرة " لاسيما أنها تطل على البحر من ثلاث جهات جعلتها حصناً منيعاً للتصدي ضد الغزوات الخارجية، ومركزاً تجارياً مهماً بحوض البحر المتوسط، والبحر الأحمر حيث يسهل فيها المواصلات، وعدم وجود موانع طبيعية، وتتمتع بمناخ معتدل لا تؤثر فيها التيارات الهوائية، فقد كانت لغزارة الأمطار وخصوبة التربة الصالحة الزراعة أثر ملحوظ في ازدهار الحياة الاقتصادية فيها، وقد اهتم الفاطميون اهتماماً كبيراً بالزراعة فحسنوا الأصناف القديمة، وجلبوا أصنافاً جديدة، كما اهتموا بالتجارة الداخلية والخارجية، فكانت بلادهم جسرا بين الشرق والغرب عن طريق البحر المتوسط، والبحر الأحمر، فدر ذلك خيراً كثيراً، نَعِمَ الناس به وعاشوا في رخاء.