الإتباع الحركي التقدمي في القراءات القرآنية في معجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري
الخلاصة
الإتباع ظاهرة لغوية عرفتها اللغة العربية في تطورها التاريخي، وما زالت قائمة إلى يومنا هذا في اللهجات المحلية، وهذه الظاهرة ليست حكرًا على العربية، فقد نص علماء العربية على وجودها في لغات أخرى، يقول ابن فارس: "وقد شاركت العجم العرب في هذا" (يقصد الإتباع اللفظي).
والإتباع أنواع: فهناك الإتباع الإعرابي، وهو محصور في التوابع (النعت والبدل والتوكيد والعطف)، وهناك الإتباع اللفظي، نحو: جائع نائع...إلخ، وهناك الإتباع الحركي وهو موضوع بحثي هذا.
وقد تناولته في القراءات القرآنية في معجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري .
هذا الموضوع كان قد لفت نظري أثناء إنجاز بحثي لنيل درجة الماجستير، والذي كان عنوانه القراءات الشاذة في معجم تهذيب اللغة للأزهري دراسة نحوية وصرفية وصوتية، إلا أن القراءات التي تندرج تحت هذا الموضوع لم تكن كافية لوضعها ضمن مبحث خاص بها.
ونظرًا لأهمية القراءات القرآنية في كونها ميدانًا للبحث اللغوي، ومصدرًا غزيرًا من مصادر اللهجات العربية، وكثرة وجود هذه الظاهرة في القراءات القرآنية، فإن معجم التهذيب احتوى على ثروة لغوية طائلة وفيض غزير من اللهجات والقراءات، وقد أسهمت دراية مؤلفه بالقراءات في زيادة هذا الزخم، فله في ذلك مصنفان هما: معاني القراءات، وعلل القراءات، فضلاً عن ذلك فإن الإتباع الحركي لم يدرس تطبيقًا في هذا المعجم.
لهذه الاعتبارات وغيرها كان هذا البحث، الذي حاولت فيه جاهدة دراسة هذه الظاهرة، ومعرفة دورها في تفسير ألفاظ القرآن الكريم، وما تحمله من اختلافات لهجية أو قضايا لغوية، ونظراً للحجم الكبير لهذا البحث اقتصرت في هذا العدد على دراسة القراءات التي تندرج تحت الإتباع التقدمي، فقسمته على مبحثين، المبحث الأول الإتباع بين اللغة والاصطلاح ، والمبحث الثاني الإتباع الحركي التقدمي ، وقد قسمته على ثلاثة مطالب، مع مراعاة ترتيب القراءات حسب قوة الحركات، الكسر ثم الضم ثم الفتح.