الاستعارة التهكمية في القرآن الكريم
الخلاصة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد، فالحمد لله الذي شرف اللغة العربية بنزول القرآن الكريم وخص كتابه الكريم بما يميزها عن بقية اللغات من البلاغة، ومن مواضيع البلاغة الاستعارة التهكمية التي عدت نوعا عزيزا من أنواع البيان وقد جاء هذا البحث ليوضح: معناها، وأهميتها، وأمثلة لها من الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه مستعينا: بالله تعالى أولا، ثم بكتب المعاجم، وكتب البلاغة والأدب، ودواوين بعض الشعراء، وكتب الحديث النبوي الشريف، وتفاسير القرآن الكريم، وإعرابه.
والله من وراء القصد
التهكم في اللغة:
التَّهَكُّمُ: التَّهَدُّمُ في البِئْرِ ونحوِها، والاسْتِهْزاءُ، كالأُهْكومَةِ، والطَّعْنُ المُتَداركُ، والتَّبَخْتُرُ، والغَضَبُ الشَّديدُ، والتَّنَدُّمُ على الأَمْرِ الفائِتِ، والمَطَر الكثيرُ الذي لا يُطاقُ، والتَّغَنِّي، وهَكَّمْتُه تَهْكيماً: غَنَّيْتُ له، والمُسْتَهْكِمُ: المُتَكَبِّرُ. وككتِفٍ: الشِّرِّيرُ المُقْتَحِمُ على ما لا يَعْنِيهِ( ).
ويعرفه العلوي في اللغة فيقول :التهكم: (هو تفعل من قولهم تهكّمت البئر، إذا تساقطت جوانبها، وهو عبارة عن شدة الغضب لأن الإنسان إذا اشتد غضبه فإنه يخرج عن حد الاستقامة وتتغير أحواله)( )،وفي الحديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: محذرا من الغضب:
« وَإِنَّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَمَنْ أَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَلْصَقْ بِالأَرْضِ»(