وضع الضاهر موضع الضمير ودلالته على المعنى عند المفسرين
الخلاصة
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على مَن لا نبيّ بعدَه، وآلهِ وصحبه ومن اتبعه.
أما بعد: فإنه من المعلوم أن مدارس التفسير ثلاثة: مدرسة الأثر، ومدرسة الرأي، ثم التفسير الأثري النظري، ومما يميز التفسير بالرأي ــ المحمود ـــ الاعتناء بالجوانب الإعجازية في النظم الكريم، والتي منها الجانب البلاغي، سيما في دَلالة الألفاظ، ومما يتعلق بذلك: الإظهار في موضع الإضمار؛ لأنه إيثار للفظة التي يمكن أن يصح السياق بدونها، ففي اختياره ــ الإظهار ـــ معنى بلاغي يحقق وجهاً من أوجه الإعجاز البياني، وهو إعجاز اللفظة ومدلوها.
ووضع اللفظ الظاهر موضع الضمير مما يتعلق بعلوم القرآن، فهو من منصوصات الأئمة المصنفين في هذا الفن الجليل، فيذكرون ذلك كمبحث من مباحث علوم القرآن، وهو قاعدة كلية من قواعد التفسير، خاصةً فيما يتعلق بضوابط الضمائر ومراجعها وغير ذلك