ترجيحات الامام الباجي من خلال كتابه المنتقي " من باب العتاقة والولاء الى كتاب الجامع "
الخلاصة
الحمد الله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيّين، ورحمة الله للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أما بعد:
فإنه لما لحق النّبي ـ صلّى الله عليه و سلم ـ بالرّفيق الأعلى، واختار جوار ربّه، تحمّل الصّحابة من بعده أعباء تبليغ الرّسالة، وورثوا عنه العــلم، وبدورهم بلّغوه إلى الذّين يلونهم ثمّ الذّين يلونهم، فالعلماء هم ورثة الأنبياء .
وقد كان الرعيل الأول من الأئمة الأعلام المجتهدين، والفقهاء الأجلاء البارزين، يتمثل في جيل الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ الذين تلقوا هذا الدين وشرعه الحكيم من النّبي ـ صلّى الله عليه و سلم ـ وأخذوه عنه مباشرة غضا طريا كما أنزل .
وعن هذا الرعيل الأول أخذ الجيل الثاني من الأئمة وعلماء الإسلام، وعن هؤلاء أخذ الفقهاء والتابعون، وتابع التابعين، الذين نشروا الدين في ربوع الدنيا، ونبغوا في العلوم الإسلامية المتنوعة .
ومن أعظم الجهود التي قاموا بها حفظ السنة وتدوينها، والقيام على شرحها واستخراج أحكامها و نكتها.
وإن من أهم دواوين السنة المطهرة وأقدمها التي أجمع عليها العلماء موطأ الإمام مالك ـ رحمه الله ـ وقد ألفه في أربعين سنة، وقد انتشر كتابه واشتهر، ورواه عنه العلماء من جميع الأمصار على اختلاف مذاهبهم الفقهية .
وقد شحذ العلماء هممهم ـ سواء من أتباع الإمام مالك، أو من غيرهم ـ على دراسة هذا الكتاب وشرحه.