مدى مساهمة الرسوم الكاريكاتيرية في تنمية الوعي القوامي للتلاميذ الصم وضعاف السمع
الخلاصة
يعتبر قسم العلوم الصحية والتأهيل من أهم الأقسام الموجودة في كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة، لما به من تخصصات تعالج الكثير من المشاكل التي تتعلق بصحة الإنسان من خلال الممارسات اليومية التي يقوم بها ، سواء في عملة أو منزلة أو من خلال ممارسة نشاطه الحركي بشكل عام، وأثناء هذه الممارسات اليومية قد يتعرض الفرد لبعض الأخطاء الشائعة في التعامل مع مثل هذه الأمور كسوء التغذية و اختيار أنواع الطعام ، وكذلك التشوهات القوامية التي تحدث له أثناء عمليات الوقوف والجلوس والاستلقاء عند الاسترخاء أو النوم ، ومن هنا يتضح دور العلاج الطبيعي للتشوهات القوامية باستخدام أحدث الأجهزة المتاحة .
ولذلك يجب تسليط الضوء على الفئات المستفيدة من برامج التربية القوامية والوعي القوامي عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة لما لها من دور فعّال في جدب انتباه أفراد المجتمع بشكل عام والأطفال والمراهقين بشكل خاص سواء كانوا اسوياء أو ذوي قدرات خاصة، كما انها تساعد على اكتساب العادات القوامية السليمة بما يعود بالنفع على هذه الفئات الأكثر عرضه لتشوهات القوامية .
ومن بين هذه الوسائل الحديثة الرسوم الكاريكاتيرية التي يتم عرضها باستخدام التقنيات التعليمية التكنولوجية الحديثة بالمؤسسات التربوية في المراحل التعليمية المختلفة .
وتتميز الرسوم الكاريكاتيرية بأنها تخاطب حاسة البصر والتي من خلالها يتم توصيل المعلومات والمعارف للعقل البشري بسرعة ، حيث أن الصورة أو الرسمة تساوي ألف كلمة تترجم في صورة سلوك معرفي وحركي مرغوب فيه يساهم في تنمية الوعي القوامي واكتساب القوام السليم، وبهذا توفر الرسوم الكاريكاتيرية الوقت والجهد المبذول من قِبل معلمي التربية البدنية في معاهد الصم وضعاف السمع أثناء تدريس حصص التربية البدنية ، وبصورة غير مباشرة يُشغل هؤلاء المعلمين الرسوم الكاريكاتيرية المعروضة على جدران الفصول والممرات والملاعب والتي تحمل في مضمونها أشكال تُعبر عن أوضاع الجسم المختلفة من خطاء وصواب أثناء الحركات الاعتيادية اليومية التي تساهم في توجيه وإرشاد التلاميذ لاتخاذ الأوضاع الجسمية القوامية الصحيحة والسليمة.
توصّل الباحث إلى مشكلة هذا البحث من خلال خبرته بالتعاون والتعامل مع ذوي القدرات الخاصة من فئة الصم وضعاف السمع وذلك من خلال عملة وإشرافه على الأنشطة الرياضية المختلفة الخاصة بهذه الفئه، ومن هنا تبين للباحث أن هناك انخفاض في درجة الوعي القوامي وبالتعرف على مظاهر النمو المختلفة لديهم، وكذلك بالملاحظة تبين للباحث أن هناك تشوهات قوامية واضحة لذى هؤلاء التلاميذ وبهذا فكر الباحث في محاولة رفع مستوى الوعي القوامي لهؤلاء التلاميذ , والباحث له تجربة سابقة أثناء تحضير رسالة الماجستير تعامل فيها مع فئة الصم وضعاف السمع والذين كانت لهم تشوهات قوامية وقام بعمل برنامج تأهيلي علاجي لهذه التشوهات ولكن تبين للباحث بعد فترة انه يجب ان يكون هناك برامج مصاحبة للتمرينات التأهيلية وتكون برامج توعوية تساعد هؤلاء التلاميذ ليحافظوا علي قوامهم السليم الذي اكتسبوه بعد البرنامج التأهيلي لكي لا ترجع لهم هذه التشوهات ومن هنا فكر الباحث في برنامج توعوي يرفع من كفاءة وعيهم القوامي.