dc.description.abstract | يعتبر العمل من الدعائم الأساسية التي بنيت عليها حضارات المجتمعات الإنسانية على مر العصور , وذلك لما يتوقف عليه من تحقيق لحاجات الآخرين و تكامل في الأدوار , وبقدر ما كان العمل جيداً بقدر ما أنجزت المهام وتقدمت الشعوب , وبه يُقضى على الكثير من السلبيات كثيرة؛ لأن ما يؤدَى في المجتمع الواحد من أعمال هو شبكة متسلسلة ومترابطة مع بعضها ومتشابكة في مهامها وتأخر أحدها أو سلبيته يؤدي إلى تأخيرات أخرى ثم إلى سلسلة متتابعة من تأخرات تطال المجتمع بأسره , ومن تم تأخره بشكل عام. , فقضية الترابط والتكامل بقدر ما هي أمر إيجابي في المجتمع , إلا أنها وبسبب ما ذُكر سلفا تؤدي إلى تأخير العمل , مما ينتج عنه تأخير أعمال أخرى.
إن النظر في مستوى أداء العمل وجودته يعد أمراً ضرورياً سواء من حيث نتائجه أو من حيث طرق أداءه والتي قد يشوبها مخالفات نتيجة أسباب سلبية تتعلق بالمؤدي أو بالعميل أو بكليهما معا , ومن أهم هذه الأسباب تردد العميل على مؤسسة العمل المطلوب ومحاولته إتباع طرق غير صحيحة من أجل انجاز عمله , كاستغلال القرابة مثلا أو الوساطة أو الرشوة أحيانا , من أجل انجاز عمله بأي طريقة كانت , وتكرار هذا الأمر يضفي عليه صبغة المألوف الثقافي فيصبح أمرا معتادا عليه في المجتمع, رغم أنه منافي للعرف والدين والقانون أحياناً .
وهناك الكثير من السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الموظف في عمله مثل مراعاة الأقارب والأصدقاء أكثر من غيرهم وأخذ أصحاب الوساطة في الاعتبار فتؤدَى الأعمال على شكل مِنّة أو هِبة ينتفع بها بعض الناس ويحرم منها أ و يتعب في الحصول عليها البعض الآخر , وهذا ما يمكن ملاحظته في بعض الأعمال الإدارية حيث تقدم معاملات بعض الناس لهم في لحظات بينما تؤجل غيرها التي لأيام وقد لا تمنح لأصحابها , وربما تضيع أحيانًا, وخاصة إذا لم يوجد فيها توثيق . | en_US |