الهوية الليبية (دراسة تحليلية من منظور الجغرافيا السياسية والاجتماعية)
الخلاصة
تشكل هوية الدولة أحد الاسس الحيوية من أجل قيامها ونجاحها اجتماعيا واقتصاديا بين الدول، وتهتم حكومات الدول بترسيخها بين أفراد المجتمع من اجل النهوض بها بين الأمم الاخرى. والدولة الليبية دولة تعاني من ضياع الهوية وليس فقدانها، فهي متجذرة تاريخيا ولها حدودها السياسية. بل تعاني من القبلية والجهوية والطائفية وهو ما يعرف الهوية دون الوطنية، وتعاني كذلك من التيارات الخارجية والمتمثلة في الافكار الخارجية، سواء كانت دينية أو حضارية، فالمذاهب والأفكار الحضارية تأتي من الخارج مثل التيار الديني والتيار العلماني والتمدن وغيرها من الافكار ويعرف هذا الهوية الفوق الوطنية. ومرت الهوية الليبية بالعديد من المراحل التاريخية بداية من الحكم الايطالي وحقبة المملكة وحقبة الجمهورية والجماهيرية حتى ثورة 17 فبراير، وهذه الحقب لم تعمل على ترسيخ الهوية الوطنية الليبية بل استخدمتها في لمصلحتها فقط. ومستقبل الهوية الليبية مرتبط بتقوية الاقتصاد الوطني والمواطن الليبي هو محوره. وترسيخ التسامح بين ابناء الوطن الواحد ونذب العنف وخطاب الكراهية، ولا يتحقق هذا إلا ببناء بنية تعليمية قوية وإعلام هادف يخدم الهوية الوطني.