منهج الإمام البخاريّ في الرّواية عن المبتدعة في صحيحه منهج الإنصاف النّقديّ روايته عن الخوارج أنموذجاً
الخلاصة
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وبعد:
فإنّ الاشتغال بعلوم الشّريعة من أجلّ الأعمال وأعظم القربات لمن صلحت نيّته، وخاصّة علم الحديث النّبويّ وما يتعلّق به من علوم الدّراية والرّواية، فجاء هذا البحث ابتداءً لخدمة السّنّة النّبويّة ودفاعاً عن علم من أعلامها.
وتكمن أهميّة البحث في إثبات أنّ منهج الإمام البخاريّ من أميز المناهج التي تحلّى أصحابها بالعدل والإنصاف، وأنّ إثبات هذه الرّؤية وتوضيحها تبرز لنا جانباً مهمّاً من الجوانب الحديثيّة، وهو: الإنصاف في التّعامل مع الرّواة والمرويّات، وخاصّة أنّ الإمام البخاريّ يُعدّ من أوائل المصنّفين في علوم الحديث ممّن أخذوا على عاتقهم كتابة الأحاديث الصّحيحة ونقلها عن الرّواة الصّادقين، فجعلوا لأنفسهم منهجاً رصيناً منضبطاً رواية وتصنيفاً، وذلك بالحفظ والاهتمام والمقارنة والنّقد والإنصاف وصولاً إلى مرحلة الجمع والتّصنيف.
ومن خلال هذا البحث سأبرز -إن شاء الله- منهج البخاريّ في الرّواية عن المبتدعة، وأنّه تعامل معهم بمبدأ الإنصاف، متمثّلاً في السّبر والمقارنة ودقّة النقل عنهم، مع عدم موافقته لهم في انحرافهم العقديّ.
وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب.