قواعد المقاصد عند ابن رشد من خلال كتابه (بداية المجتهد)
الخلاصة
علم المقاصد من العلوم ذات العلاقة المباشرة بمواضيع الفقه، لا سيما ما يتعلق منها بأبواب العادات والمعاملات، فالاهتمام بعلم المقاصد هو اهتمام بعلل التشريع ومحاسنه وأسراره وغاياته وحِكَمه، وفَهمُ هذه الأسرار والحكم والتعليلات يساعد على فَهْمِ الأحكام الشرعية من أدلتها المباشرة الأصلية والتفصيلية، فَهْماً صحيحا يناسب ما وُضعت له من معان ومقاصد عالية في الشريعة، فالشريعة إنما وجدت لتحقيق مصالح ومقاصد للعباد في المعاش والمعاد كما يقول الأصوليون، فإذا جهلت هذه المقاصد والمصالح وعمي عنها الفقيه عند استصداره للأحكام لم يأمن أن يخطئ في حكمه، ففهم المقاصد الشرعية العامة والخاصة يفضي إلى صحة فهم الأحكام الشرعية، ومن ثم الصواب والرشد في تطبيقها وتنزيلها على الواقع.
ويتناول هذا البحث موضوعاً متخصصاً من موضوعات علم مقاصد الشريعة الاسلامية، هو قواعد المقاصد، ويهدف البحث إلى بيان مفهوم القاعدة المقصدية، وتمييزها من القاعدة الفقهية والقاعدة الأصولية، وتوضيح أهميتها وعلاقتها بكليات التشريع وجزئياته.
وقد تركز اهتمام البحث على القواعد المقاصدية التي ساقها ابن رشد في كتاب بداية المجتهد، ثم استدعاء الانتباه الى ضرورة استقراء المقاصد في جهود علماء الأمة الآخرين، وتفعيل هذه القواعد بالصور التطبيقية والوقائع العلمية، ذلك أنه منذ أُنزِل القرآن الكريم على رسول الله صل الله عليه وسلم، وآياتُ الكتاب العزيز تتعاقب على تأكيد ارتباط أحكام الشريعة الاسلامية الكلي منها والجزئي بالحِكَم والمصالح والمعاني التي تكفل سعادة الإنسان في عاجله وآجله ودنياه وآخرته.
ويمكن صياغة أهداف البحث في النّقاط الآتية:
1. تسليط الضوء على جانب من أهم الجوانب المتنوعة والمتعددة عند ابن رشد، وهو الجانب المقاصدي.
2. تسليط الضوء على قواعد النظر المقاصدي الموجودة في الكتاب، واستخراجُها ودراستها.
3. دراسة فكر ابن رشد من خلال مؤلفه الأصيل (بداية المجتهد).
وأسأل الله سبحانه وتعالى التّوفيق والتّيسير، وأن يتقبّل هذا العمل وينفع به ويبارك فيه.