دور الشّيخ العلّامة الدّكتور عمران بن عليّ بن أحمد العربيّ في نشر الفقه المالكيّ وأصوله في الجامعات اللّيبيّـة وحلقات العلم
الخلاصة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم القائل: «إنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْـتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَـمْ يُبْقِ عَالِـماً اتَّـخَذَ النَّاسُ رُؤوساً جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
وبعد: فإن علم أصول الفقه علم عظيم شأنه، عميم نفعه، وهو الدستور القويم للاستنباط والاجتهاد، يتمكن بواسطته الفقيه من نصب الأدلة السمعية على مدلولها، ومعرفة كيفية استنباط الأحكام الشرعية منها، فمن ألـمّ به فقد أبعد نفسه من الخطأ في فهم الشريعة، وفي تلمُّسِ عللها وأحكامها ومقاصدها.
ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث لتكشف لنا سيرة أحد علماء ليبيا المعاصرين، كان له دور بارز في ميدان التدريس والفتوى في الفقه المالكي وأصوله، ذلكم هو الشيخ الدكتور العلامة: عمران علي أحمد العربي (ت1439). حيث يهدف البحث إلى التّعريف بالشّيخ تعريفاً وافياً، مع تسليط الضّوء على جهوده العلميّة عموماً، وجهودِه في علم أصول الفقه على وجه الخصوص، ببيان اختياراته الأصوليّة، وطريقته في التّدريس؛ ليكون هذا حاملاً لطلبة العلم على الاقتداء بأسلافهم، ومعرفة قدر علمائهم وما بذلوه من جهد في سبيل الحفاظ على اتّصال سلسلة علوم الشّريعة؛ في بلادنا خاصّة، وفي الأمّة الإسلاميّة عامّة.
أسأل الله عز وجل أن يرحم الشّيخ ويغفر له، وأن يجعل ما قدّم للعم وطلبته في ميزان حسناته، وأن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به ويبارك فيه.
وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّدٍ وآله وصحبه أجمعين.