مفهوم التمدُّن عند الشّيخ عليّ يوسف (1863 - 1913)
الخلاصة
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمَّدٍ خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين. أمّا بعد:
فمن الشّبهات الّتي يحاول أعداء الإسلام إثارتها حوله: وصفُه بأنّه مضادٌّ للتّمدُّنِ، يخالفه ولا يتّفق معه. ولا شكَّ أنّ هذه الدّعوة تُعدُّ من الشّبهات الخطيرة لو لاقت رواجاً؛ لما ينجم عنها من صدٍّ عن الإسلام، وإضعافٍ لكيانه وحضارته وثقافته في نظر العالم.
لأجل ذلك قام العلماء والمفكّرون المسلمون بالتّصدّي لهذه الشّبهة، وبيان حقيقة التّمدّن وعلاقته بالإنسانيّة عموماً، وبالإنسان المسلم على وجه الخصوص.
وقد جاء هذا البحث لتسليط الضّوء على جانب خاصٍّ من جهود العلماء المسلمين في هذا المجال، وذلك بطرح آراء الشّيخ علي يوسف (1863 - 1913م) فيما يتعلّق بالتّمدُّن، والّتي يمكن صياغة محاورها الرّئيسة في الأسئلة الآتية:
o ما مفهوم التّمدُّن؟ وهل الإنسان مدنيّ بطبعه؟
o هل من الضّروريّ التّوازن بين المادّة والرّوح في التّمدُّن؟ وما دور الفرد في ذلك؟
o هل المغلوب مولَعٌ بتقليد الغالب؟ وما أهميّة التّسلُّح بالقوّة لحماية التّمدّن؟
o هل الأخذ بالأسباب ضروريّ لإحراز التّقدُّم؟ وما أهمّيّة مبدأ المساواة بين البشر؟
o ما المقصود بالمدنيّة والحضارة؟ وما علاقة التمدُّن بالسّعادة؟