حماية المجتمع من الجريمة يحقّق تكامل المجتمع ووحدته ونموّه

Abstract

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين. وبعد: فإنّ نعم الله عز وجل على عباده كثيرة لا تُحصى، ومن أعظمِها وأنفعها: نعمةُ الأمن؛ إذ في ظلِّ الأمن يسعد الفرد والمجتمع، ويتعاون الجميع للنّهوض بواجب الاستخلاف في الأرض، بعبادة الله سبحانه وتعالى. لذا كان انتشار الجريمة من أعظمِ المنكرات الّتي ينبغي أن تدخل في حيّز النّهي في المجتمع المسلم؛ لتنال الأمّة الخيريّة الّتي جعلها الله لها كما قال سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْـهَوْنَ عِنِ الْـمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾. والمجتمع اللّيبيّ يتعرّض -للأسف- لانتشارٍ غير مسبوق للجريمة بأنواعها، بما في ذلك الجريمة المنظّمة، الّتي هي من أخطر من أنواع الجريمة. فمجتمعنا كغيره من المجتمعات لا يخلو من أنسٍ غلب عليهم الشّرّ أو حبُّ المادّة، فدفعهم ذلك إلى تعدّي حقوقهم، والاعتداءِ على غيرهم، فكان هذا سبباً في انتشار الخوف والاضطراب. لذا رأيتُ أنّه من المهمّ لعلاج هذه الظّاهرة السّلبيّة بحثُها من الجانب الدّينيّ، وذلك للإجابة على عدّة تساؤلات: o هل حماية المجتمع من الجريمة ضرورة يفرضها الدّين؟ o هل لضعف الوازع الدّينيّ في المجتمع أثرٌ في انتشار الجريمة؟ o هل مكافحة الجريمة وانتشارُ الأمن مهمّ في تحقيق تكامل الأمّة ووحدتها وازدهارها؟ وأسأل الله أن ينفع بهذا العمل، وأن يكون إسهاماً مثمراً للخروجِ ببلادنا ممّا تعانيه، وإرساءِ دعائم الاستقرار والازدهار.