العلاقات الثقافية بين مدينة فاس وبعض أقاليم العالم الإسلامي 448-541هـ/1056-1146م
الخلاصة
ملأت مدينة فاس بعد تأسيسها فراغاً حضارياً في العالم الإسلامي ، فكما كان تأسيس القيروان هو الخطوة الأولى في قيام حضارة إفريقية الاسلامية، كذلك كان تأسيس مدينة فاس الخطوة الحاسمة في قيام حضارة المغرب العربي الأقصى، حيث أصبحت فاس تأسيس رئيسياً للثقافة العربية الإسلامية، وعملت على تثبيت مكانتها العلمية الثقافية إلى جانب مراكز العلوم الإسلامية الأخرى ، فتناولت مع عواصم الشرق الإسلامي حمل راية الحضارة الإسلامية، وكانت فاس مركزاً للإشعاع الفكري الروحي، فقصدها "الناس من معظم أقطار العالم الإسلامي" ، فساعدها ذلك على الازدهار الثقافي، حتى وصفت من قبل البعض بما نصه: "فليس بالمغرب مدينة أخرى عرفت من توالي الهجرات ما عرفته مدينة فاس، هجرات داخلية من المدن والقبائل ومن الصحراء وما وراءها، وهجرات خارجية من الأندلس ومن المغربين الدنى والأوسط ومن المشرق العربي والعجمي" .