جذور فلسفة العدالة عند اليونانيين والمسلمين
الخلاصة
اهتم الفلاسفة اليونانيين اهتمام كبير بمفهوم العدالة وارتباطها بالسياسة والقانون والأخلاق فقد ذهب السفسطائيون الى القول بأن العدالة والقوانين ترجع الى الاتفاق الإنساني ومن تم فهي نسبية تختلف باختلاف الزمان والمكان, وجاءت فلسفة سقراط في العدالة كرد فعل لرأي السفسطائيين, فالعدالة عنده مطلقة ثابتة غير نسبية لا تتغير بتغير الزمان والمكان, أما افلاطون فالعدالة عنده هي الفضيلة الأساسية للروح, والرجل العادل هو الأسعد والأحكم والأقوى, والعدالة عنده تعتمد على فكرة التخصص في السياسة, في حين أن ارسطو يرى أن العدالة هي القانون الطبيعي وهو ما ندركه بالعقل, وإن الدور الكبير للدولة هو تحقيق العدالة واحترام القيم.
أما بالنسبة للفلاسفة المسلمين فقد ربط الفارابي الأخلاق بالسياسة, والعدالة عنده هي التوسط, والمتوسط بمعنى الاعتدال, واكد أن صفة العدل يجب أن يتحلى بها رئيس المدينة الفاضلة, والمحبة والعدل هي اساس الترابط والتماسك والنظام في المدينة الفاضلة, بينما الماوردي فالعدالة عنده هي أم شروط الإمامة, والعدل عنده أساس الحكم, في حين أن ابن خلدون يرى أن العدل هو الدعامة الأساسية في بناء الدولة واستقرارها.