الكتابات والألقاب النسائية الجنائزية في منطقة شمال بلاد القوقاز خلال القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي
الخلاصة
ولما كانت النقوش الكتابية والألقاب النسائية والجنائزية على شواهد القبور سلعة مرغوبة لكل طوائف المجتمع الإسلامي من السيدات ، فقد استُعملت للتعبير عن قيم اجتماعية، وحملت دلالات رمزية وحرفية خاصة بالفئات الحرفية، فضلاً عن احتوائها مضامين دينية وتسجيل ية دلّت على المكانة الاجتماعية التي شغلتها المرآة في العصر الإسلامي وفي منطقة بلاد القوقاز خلال القرن 12ه/18م على وجه الخصوص، ووضحت بعض جوانب التاريخ العام للسيدات الذي قلما أشارت إليه المصادر التاريخية أو كتب التاريخ الاجتماعي العام.
ومع ذلك، فقد حملت نقوش شواهد قبور السيدات الدينية والجنائزية أيضا دلالات فنية حول الأساليب الصناعية والحرفية المُستخدمة في صناعة ونحت وزخرفة شواهد القبور، وتُلقي الضوء على جوانب التاريخ السياسي العام المُصاحب للعمليات الحربية والصراعات العسكرية بين الدول والتي شاركت فيها السيدات في بلاد القوقاز إلى جانب الرجال ودلّت على ذلك رسوم ونقوش شواهد القبور. كما تُعد النقوش الكتابية شاهدةً على التغير الديموغرافي والسكاني في طبائع وأعداد السكان وعقائدهم، كما اتضح من خلال النقوش الكتابية على شواهد القبور في جبانات بلاد القوقاز الشمالية.
وفي هذا البحث نُشير إلى بعض جوانب التاريخ الاجتماعي للسيدات من خلال الرموز المنقُوشة والنقوش المكتوبة والجنائزية والتسجيلية والألقاب، والتدليل عليها من خلال النقوش الكتابية المؤرخة خلال القرن 12ه/18م لبعض شواهد القبور من جبانات مُتفرقة من شمال بلاد القوقاز دراسة وصفية تحليلة.