لإشكالية المعرفية في الفكر الإسلامي ( الفارابي وابن رشد انموذجاً)
الخلاصة
مما لاشك فيه أن مسألة المعرفة لقيت اهتماماً كبيراً من جانب مفكري الإسلام سواء كانوا فلاسفة أو متكلمين أو حتى متصوفة. وكانت تدور موضوعاتهم حول إمكانية المعرفة، طبيعتها، أدواتها، ميادينها، حدودها، وغير ذلك من الموضوعات التي تفرعت عنها.
وهذا ما ركز عليه فلاسفة الإسلام في تلك الفترة، حيث أوردوا في مؤلفاتهم أقوال الفلاسفة القدامى والتي جمعت بين العمليات العقلية والنفسية من حيث العقل ودوره، والنفس وقواها، والكون وموجوداته السفلية وعلاقتها بالموجودات العلوية وما فيها من العقول المفارقة، والتي منها ما أسموه بالعقل الفعال مصدر الفيض على العالم السفلي عن طريق النفس الإنسانية الناطقة والتي تعتمد في ذلك على القوة المخيلة.
هذا ما نجده عند الكندي في مؤلفاته، خصوصاً ما استعان به منها في هذا الموضوع مثل رسالته في: القول في النفس، ورسالته: في الأحلام، علاوة على تقسيمه مجالات العلوم مورداً في كل ذلك أقوال أرسطو وغرضه في هذه الموضوعات ومنها غرضه في كتابه المسمى: مابعد الطبيعة.
وهذا أيضاً ما تناوله الفارابي في أكثر مؤلفاته، والتي منها كتابه الذي جمع فيه بين رأيي الحكيمين: أفلاطون وأرسطو، وكذلك رسالته: في العقل ومعانيه، وفي: المدينة الفاضلة التي جاءت على غرار جمهورية أفلاطون. وهذه المجالات نفسها هي ماتلهم التي تركزت على النفس وعلاقتها بالعالم العلوي الأعلى والعالم الأدنى، كما أنها كانت غرض ابن سينا في كتابه: الشفاء ورسائله عن: النفس وقواها وأحوالها .