السرقات الشعرية دراسة وصفية
الخلاصة
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وعلى آله وأصحابه أجمعين
وبعد:
قضية السرقات الشعرية من القضايا النقديّة المهمة، التي شغلت أفكار النقاد قديماً وحديثا، فهي قضية الأصالة والتقليد، وهي مظهر من مظاهر الصراع بين الجديد والقديم، فالسّرقة موجودة منذ العصر الجاهلي فهي ـ داء قديم وعيب عتيق - ثم اتسعت دائرتها في العصور المتتالية، وأخذ الشعراء يحاولون إخفاءها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولا يخفى أن الاهتداء إلى مواضع الأخذ والاحتداء يعد من أدق ما يفطن إليه النقاد الحاذقون بالأدب وصناعته ولعل المبّرد بكلامه في "السرقات "، وبحثه المستفيض فيها كان من أوائل من فتح باب القول في هذا الموضوع الدقيق من موضوعات النقد، فولجه من بعـده كثير من النقاد وتوسعوا فيه،
وعدوہ بابا من الأبواب في النقد بل وفي البلاغة فكان بهذا أستاذاً لأبي هلال العسكري الذي تكلَّم في الأخذ ومعناه، وقسمه إلى أخذ حسن وأخذ قبيح، وحد كلا منهما وشرح وسائل الأخذ، وللأمدي الذي يدور معظم بحثه "الموازنة بين الطائين" على المعاني المشتركة بينهما وما سرقه كل منهما من سابقيه من الشعراء والأدباء، وللقاضي الجرجاني "وساطته" بين المتنبي وخصومه التي عرض فيها كثيراً من النصوص درس فيها سرقات المتنبي، وسرقات غيره من القدامى والمحدثين، وغيرهم من النقاد - وحين نذكر فضل المبّرد في القول في السرقات لا تنسى أن بعض سابقية من النقاد قد تناولوا هذا الموضوع، ولكنّهم لم يزيدوا في هذا التناول على الإشارة إلى مواضع التشابه التي لمحوها أثناء دراستهم للنصوص الشعرية.