dc.description.abstract | المقدمة:
المؤشرات هي أدوات تشخيصية تستخدم لوصف حالة المناخ السائد في منطقة ما، لذلك فإن التوزيع المكاني لمختلف المؤشرات المناخية يحدد الظروف المناخية للمنطقة. تستند العديد من الدراسات الحديثة إلى مؤشرات مستمدة من بيانات درجة الحرارة وهطول الأمطار، ولقد أثبتت الدراسات حول مؤشرات المناخ أنها مفيدة جدًا للتنبؤ بأثر العناصر المناخية على النشاط الزراعي خاصة فيما يتعلق بكميات مياه الري (Dalezios and Zarpas, 1996)، وتعتبر السلاسل الزمنية لدرجة الحرارة وكميات الأمطار مهمة في الدراسات المناخية، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن عنصري الحرارة والمطر أفضل المعايير الثنائية في تحديد نوعية المناخ، منها دراسة (Gaussen, 1956) و (Rosenberg et al., 1983) و (Charles-Edwards, 1984).
وتعتمد مؤشرات جونسون وكيرنر على عنصر درجة الحرارة فقط، وجيب الزاوية لخط العرض، مع المتغيرات الثابتة التي وضعها العالمان، وقد اُختير هذان المؤشران لأن كميات الأمطار في ليبيا قليلة مقارنة بالمناطق الأخرى في البحر المتوسط. غالبًا ما تكون سجلات درجات الحرارة أطول من سجلات كميات الأمطار، وربما يكون لديها فرصة أفضل للكشف عن التغيرات المناخية أكثر من العناصر المناخية البديلة مثل كمية السُحُب واتجاهات وسرعة الرياح والرطوبة النسبية والتبخر (Hansen et al., 1998). وفي بعض المناطق لا يمكن الاعتماد على عنصر المطر وحده لأنه لا يعطي التحليل الدقيق أو الصورة الكاملة لمسببات الجفاف في المناطق الجافة وشبه الجافة (مقيلي، 2009).
تدور مشكلة البحث حول كيفية تحديد المناطق التي تعاني من الجفاف المناخي في ليبيا، بهدف التعرف على التوزيع المكاني للمناخ القاري (الجاف) والمناخ البحري (الرطب)، ولأن المناخ هو العنصر الطبيعي الرئيس الذي يحدد الميزانية المائية والعجز المائي في أي منطقة صار من الأهمية بمكان دراسة التصنيفات المناخية لغرض الوصول إلى نتائج مفيدة في مشاريع المياه والزراعة. | en_US |